ما المقصود بحديث : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه ) ؟
الأمر في قوله عليه الصلاة والسلام : ( اقرؤوا القرآن ) يدل على مطلق القراءة ، سواء كانت تلك القراءة من المصحف ، أو كانت عن ظهر قلب ( حفظا ) .
“(شفيعا لأصحابه) أي لقارئيه” انتهى من “التيسير شرح الجامع الصغير” والمقصود من ذلك مداومة القراءة وملازمة ذلك ، ويدل لهذا قوله : ( لأصحابه ) ، فالصاحب هو الملازم .
جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة – ” ولا شك أن من قرأ القرآن وعمل بمقتضاه وطبق أحكامه وأتقنها وداوم على قراءته وتعاهده ، فإنه يفوز برضا الله وجنته ، ويحصل على الدرجات العلا من الجنة مع السفرة الكرام البررة ، وأنه يكون شفيعا ومحاجا لأصحابه العاملين به ، سواء كان حافظا للقرآن عن ظهر قلب ، أو قرأه من المصحف دون حفظ له ؛ ويدل لذلك ما أخرجه الإمام مسلم وأحمد عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه )” انتهى .
وقراءة القرآن وحدها لا تكفي لحصول الشفاعة به ، بل لا بد مع القراءة أن يعمل به ؛ ويدل لهذا ما جاء في الحديث الآخر الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة ، وآل عمران كأنهما غمامتان ، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق ، أو كأنهما حزقان من طير صواف ، تحاجان عن صاحبهما ).
جاء في ” مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ” :” ( الذين كانوا يعملون به ) دل على أن من قرأ ولم يعمل به لم يكن من أهل القرآن ، ولا يكون شفيعا لهم ، بل يكون القرآن حجة عليهم ” انتهى .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) خرجه مسلم في صحيحه ، وأصحابه : هم العاملون به ، كما في الحديث الآخر : وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به … إلخ الحديث ) ” انتهى .
ولا يعني ما سبق أن لا يحرص الشخص على حفظ القرآن ؛ فحافظ القرآن لا شك أن له مزية على غيره ، كما دلت على ذلك النصوص .